Social Icons

Featured Posts

هيدجر وأشكالية مفهوم الوجود

في مؤلفه – الوجود والزمن – يسعى مارتن هيدجر ، المؤسس الحقيقي للوجودية بعد هسرل ، إلى البحث عن مفهوم الوجود من خلال إعادة تأسيس الميتافيزيقيا ، لكشف فلسفة الوجود وليس لأنشاء فلسفة للوجود ، لذلك بحث عن الأنطولوجيا الكامنة المستترة أو التي كما هي أو التي من المفروض أن تكون على شاكلة معينة حسب التصور الهيدجري الفلسفي العام – الوجودية - ، ولم يبحث عن إنشاء أنطولوجية تأليفية تركيبية .
في هذا الكتاب ، أكترث هيدجر بمسألة غير واضحة لأول وهلة ، وأرتبك في التمايز ما بين الوجود لذاته ، والوجود في ذاته . لكن نحن نعتقد ، لدى الدراسة المتمعنة في مجمل مؤلفاته ، إنه أقرب فلسفياُ إلى الوجود لذاته الذي يتناسب أكثر أيضاُ مع الفلسفة المتعالية الترانسندنتالية . فدعونا نأخذ المعطيات بروية :
أولاُ : هيدجر يدرك ، تمام الأدراك ، نقطة الأنطلاق لديه ويضعها ويرستقها بالضبط في الموقع الذي تستحقه . وحينما يتسائل ويصوغ الحيثيات على صيغة أسئلة محددة ، فأنه على دراية أكيدة بالمسوغات الجوهرية المحركة لخلفيتها ، ويسترسل في فرضياتها لتبدو في النهاية أكثر أنسجاماُ مع المشروع العام .
ثانياُ : هيدجر يدرك إن معظم الفلاسفة الذين سبقوه – سيما أرسطو – قد عالجوا مفهوم الوجود من خلال محتوى الموجود ، فحينما تحدثوا عن الميتافيزيقيا – الوجود – قصدوا الفيزيقيا – الموجود – فأختلف لديهم مستوى المحمول والموضوع ، وأرتبكت ، حسب هيدجر ، مصادر ومخططات موضوعات الطبيعة . فالفيزيقيا التي هي الموجود الحاصل بالفعل – لأنه الموجود وليس لأنه موجود – لايمكن أن تكون موضوعة للميتافيزيقيا التي من المفروض أن تعالج مفهوم ماورائي لأساس المشكلة برمتها ، أي تحديداُ مفهوم ، محتوى ، وطبيعة الوجود .
هنا ، نحن ندرك إننا إزاء ورطة لغوية تعبيرية ، لأن الموجود الهيدجري هو موجودي وليس وجودي ، كما أن وجوده هو وجودي وليس موجودي ، وهذه هي النقطة الأستراتيجية الرائعة التي تحتضن تصوره . ولتبيان ذلك نقول إن الميتافيزيقيا لدى أرسطو هي الفيزيقيا لدى هيدجر ، والوجود لدى هيدجر هو – الميتاوجود – المفترض لدى أرسطو .
ثالثاُ : وعندما يتساءل هيدجر عن الشيء الذي يجعل الموجود موجوداُ ، فيؤكد مضطراُ إنه الوجود الذي يمنح الموجود موجوديته دون أن يمنح نفسه – موجوديته – وكأن الميتافيزيقيا تخلق الفيزيقيا دون أن تسمح لنفسها بالقفز إلى الوجود الأرسطوي أو الميتاوجود الهيدجري ، رغم أنه تارة يؤكد إن الفيزيقيا هي الموجود الذي مازال موجوداُ بما هو كذلك من ذاته ويجعل وجوده حاضراُ . وكأن اللاحضور – الغياب – يدفع بالحضور إلى الحضور دون أن يتمكن هو بالقفز إلى الحضور ..
رابعاُ : وحينما يقيم هيدجر هذه القطعية الأبدية ، يحتسبها من جانب واحد منسجم مع نقطة الأنطلاق ، ومتوازي مع جوهر تصوره العام ، فالقطيعة التي لايمكن أن تكون من جانب – الموجود – الذي هو حضور عيني وليس حضوراُ فلسفياُ ، كما توهم الكثيرون ، هي من جانب – الوجود – الذي هو قبل كل شيء حضور فلسفي ، لذلك يفارق هيدجر عن قصد وبدراية كاملة ما بين الأنطولوجيا والأونطيقي ( الفرق الأنطولوجي ) ، وكأنه يفارق ما بين رؤيا هيجل – تصور محض – ورؤيا توماس الأكويني – فعل صرف - ، فالأنطولوجيا هي الوجود وما ورائيته ولاحضوره ، والأونطيقي هو الموجود وأمتلاؤه وحضوره وهمومه وآلامه وكبده وربما أغترابه ..
خامساٌ : وإن ما يعزز مضمون الفقرة الرابعة ، هو أن هيدجر يوضح حالة ، في الحقيقة أفتراضية ، ويزعم أن الوجود إذا ما أصبح – موجوداُ – لسبب ما ، أصبح موجوداُ بالفعل ، وأنتفى أن يكون – وجوداُ - ، وهذه الحالة وأن كانت أفتراضية إلا أنها تدلل على ذهنية هيدجر ، التي هي بالأساس متهمة بالغموض والأرتباك ، وتشير إلى مرجعية تصوره الفلسفي ، سيما وإن الحالة العكسية مرفوضة بالأساس ، أي الأنتقال من الموجود إلى الوجود . وربما لهذا السبب تحديداُ ، يستمر هيدجر في التأكيد ( لماذا كان ثمة موجود ، ولم يكن بالأحرى لاشيء ؟ وهذا ما يجبرنا على تصويغ السؤال الأول ، ماذا عن الوجود ؟ ) .
سادساُ : الوجود الهيدجري هو ما هو كائن وليس ما هو يكون ، فالصيرورة كميكانيزم للتحول والتطور أو التفاعل أو الغثيان الرأسمالي تخص الموجود ولاتتعرف أبداُ إلى الوجود ، بل هي لاتعرفه أصلاُ ، وكأننا إزاء معادلة ، الوجود هو الوجود ، والموجود هو الموجود ، مع مراعاة إن الثاني هو ما قبل الأول ، والأول هو ماوراء ذاته . لذلك يحق لنا التأكيد إن الصيرورة ليست عملية أو رؤيا فلسفية في فلسفة هيدجر . وهذا ما يفضي بنا إلى النقطة السابعة والثامنة والتاسعة .
سابعاُ : فيما يتعلق بالسلب والإيجاب ، يغدوان مفهومان خاصان بالموجود والوجود والعلاقة فيما بينهما ، فالموجود الذي يحجب الوجود يمثل عامل السلب في التصور الهيدجري ، والوجود الذي بفضله ينكشف الموجود يمثل عامل الإيجاب فيه .
ثامناُ : إن التقويض أو التحطيم الهيدجري ، هو في الحقيقة بناء يجسد عاملاُ إيجابياُ هدفه إعادة الحياة إلى الميتافيزيقيا ، أي مصالحة الوجود مع الوجود ، وإعادة الأول إلى الثاني الذي ليس إلا الأول نفسه ، وكأن الميتافيزيقيا ألغت الوجودية من الوجود ومنحتها للموجود ، وحان آوان أن يسترد الوجود ميتافيزياقيته ، ليترك الفيزيقيا للموجود .
في مؤلفه – الوجود والزمن – يسعى مارتن هيدجر، المؤسس الحقيقي للوجودية بعد هسرل، إلى البحث عن مفهوم الوجود من خلال إعادة تأسيس الميتافيزيقيا، لكشف فلسفة الوجود وليس لأنشاء فلسفة للوجود، لذلك بحث عن الأنطولوجيا الكامنة المستترة أو التي كما هي أو التي من المفروض أن تكون على شاكلة معينة حسب التصور الهيدجري الفلسفي العام – الوجودية -، ولم يبحث عن إنشاء أنطولوجية تأليفية تركيبية.

في هذا الكتاب، أكترث هيدجر بمسألة غير واضحة لأول وهلة، وأرتبك في التمايز ما بين الوجود لذاته، والوجود في ذاته. لكن نحن نعتقد، لدى الدراسة المتمعنة في مجمل مؤلفاته، إنه أقرب فلسفياُ إلى الوجود لذاته الذي يتناسب أكثر أيضاُ مع الفلسفة المتعالية الترانسندنتالية. فدعونا نأخذ المعطيات بروية:
أولاُ : هيدجر يدرك، تمام الأدراك، نقطة الأنطلاق لديه ويضعها ويرستقها بالضبط في الموقع الذي تستحقه. وحينما يتسائل ويصوغ الحيثيات على صيغة أسئلة محددة، فأنه على دراية أكيدة بالمسوغات الجوهرية المحركة لخلفيتها، ويسترسل في فرضياتها لتبدو في النهاية أكثر أنسجاماُ مع المشروع العام.

ثانياُ : هيدجر يدرك إن معظم الفلاسفة الذين سبقوه – سيما أرسطو – قد عالجوا مفهوم الوجود من خلال محتوى الموجود، فحينما تحدثوا عن الميتافيزيقيا – الوجود – قصدوا الفيزيقيا – الموجود – فأختلف لديهم مستوى المحمول والموضوع، وأرتبكت، حسب هيدجر، مصادر ومخططات موضوعات الطبيعة. فالفيزيقيا التي هي الموجود الحاصل بالفعل – لأنه الموجود وليس لأنه موجود – لايمكن أن تكون موضوعة للميتافيزيقيا التي من المفروض أن تعالج مفهوم ماورائي لأساس المشكلة برمتها، أي تحديداُ مفهوم، محتوى، وطبيعة الوجود.

هنا، نحن ندرك إننا إزاء ورطة لغوية تعبيرية، لأن الموجود الهيدجري هو موجودي وليس وجودي، كما أن وجوده هو وجودي وليس موجودي، وهذه هي النقطة الأستراتيجية الرائعة التي تحتضن تصوره. ولتبيان ذلك نقول إن الميتافيزيقيا لدى أرسطو هي الفيزيقيا لدى هيدجر، والوجود لدى هيدجر هو – الميتاوجود – المفترض لدى أرسطو.
ثالثاُ : وعندما يتساءل هيدجر عن الشيء الذي يجعل الموجود موجوداُ، فيؤكد مضطراُ إنه الوجود الذي يمنح الموجود موجوديته دون أن يمنح نفسه – موجوديته – وكأن الميتافيزيقيا تخلق الفيزيقيا دون أن تسمح لنفسها بالقفز إلى الوجود الأرسطوي أو الميتاوجود الهيدجري، رغم أنه تارة يؤكد إن الفيزيقيا هي الموجود الذي مازال موجوداُ بما هو كذلك من ذاته ويجعل وجوده حاضراُ. وكأن اللاحضور – الغياب – يدفع بالحضور إلى الحضور دون أن يتمكن هو بالقفز إلى الحضور..

رابعاُ : وحينما يقيم هيدجر هذه القطعية الأبدية، يحتسبها من جانب واحد منسجم مع نقطة الأنطلاق، ومتوازي مع جوهر تصوره العام، فالقطيعة التي لايمكن أن تكون من جانب – الموجود – الذي هو حضور عيني وليس حضوراُ فلسفياُ، كما توهم الكثيرون، هي من جانب – الوجود – الذي هو قبل كل شيء حضور فلسفي، لذلك يفارق هيدجر عن قصد وبدراية كاملة ما بين الأنطولوجيا والأونطيقي ( الفرق الأنطولوجي )، وكأنه يفارق ما بين رؤيا هيجل – تصور محض – ورؤيا توماس الأكويني – فعل صرف -، فالأنطولوجيا هي الوجود وما ورائيته ولاحضوره، والأونطيقي هو الموجود وأمتلاؤه وحضوره وهمومه وآلامه وكبده وربما أغترابه..

خامساٌ : وإن ما يعزز مضمون الفقرة الرابعة، هو أن هيدجر يوضح حالة، في الحقيقة أفتراضية، ويزعم أن الوجود إذا ما أصبح – موجوداُ – لسبب ما، أصبح موجوداُ بالفعل، وأنتفى أن يكون – وجوداُ -، وهذه الحالة وأن كانت أفتراضية إلا أنها تدلل على ذهنية هيدجر، التي هي بالأساس متهمة بالغموض والأرتباك، وتشير إلى مرجعية تصوره الفلسفي، سيما وإن الحالة العكسية مرفوضة بالأساس، أي الأنتقال من الموجود إلى الوجود. وربما لهذا السبب تحديداُ، يستمر هيدجر في التأكيد ( لماذا كان ثمة موجود، ولم يكن بالأحرى لاشيء؟ وهذا ما يجبرنا على تصويغ السؤال الأول، ماذا عن الوجود؟ ).

سادساُ : الوجود الهيدجري هو ما هو كائن وليس ما هو يكون، فالصيرورة كميكانيزم للتحول والتطور أو التفاعل أو الغثيان الرأسمالي تخص الموجود ولاتتعرف أبداُ إلى الوجود، بل هي لاتعرفه أصلاُ، وكأننا إزاء معادلة، الوجود هو الوجود، والموجود هو الموجود، مع مراعاة إن الثاني هو ما قبل الأول، والأول هو ماوراء ذاته. لذلك يحق لنا التأكيد إن الصيرورة ليست عملية أو رؤيا فلسفية في فلسفة هيدجر. وهذا ما يفضي بنا إلى النقطة السابعة والثامنة والتاسعة.

سابعاُ : فيما يتعلق بالسلب والإيجاب، يغدوان مفهومان خاصان بالموجود والوجود والعلاقة فيما بينهما، فالموجود الذي يحجب الوجود يمثل عامل السلب في التصور الهيدجري، والوجود الذي بفضله ينكشف الموجود يمثل عامل الإيجاب فيه.

ثامناُ : إن التقويض أو التحطيم الهيدجري، هو في الحقيقة بناء يجسد عاملاُ إيجابياُ هدفه إعادة الحياة إلى الميتافيزيقيا، أي مصالحة الوجود مع الوجود، وإعادة الأول إلى الثاني الذي ليس إلا الأول نفسه، وكأن الميتافيزيقيا ألغت الوجودية من الوجود ومنحتها للموجود، وحان آوان أن يسترد الوجود ميتافيزياقيته، ليترك الفيزيقيا للموجود. - See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/12/702152.html#sthash.NQx7DzYc.dpuf

مفهوم المؤسسة التربوية عند دوركايم





يرى دوركايم وهو من أبرز علماء الاتجاه الوظيفي أن المجتمع يستطيع البقاء فقط إذا وجد بين أعضائه درجة من التجانس والتكامل والنظام التربوي في المجتمع متمثلاً في المدرسة يعد أحد الركائز المهمة في دعم واستقرار مثل هذا التجانس وذلك بغرسه في الطفل منذ البداية الأولى للمدرسة قيم ومعايير المجتمع الضرورية لإحداث عملية التكامل الاجتماعي داخل البناء الاجتماعي ويرى دوركايم أن مهمة النظام التربوي في المجتمع هي دمج الأفراد في المجتمع وهو ما يطلق عليه دوركايم مفهوم التضامن الاجتماعي وحسب مفهوم دوركايم للتضامن الاجتماعي فإنه من خلال [ص-10] العملية التربوية فإن أفراد المجتمع يتشربون القيم الاجتماعية الإيجابية التي تغرس في نفوسهم قيم الانتماء الوطني ومشاعر الوحدة الوطنية التي تخلق التماثل الاجتماعي الضروري للمحافظة على بقاء الأمن والاستقرار في المجتمع.

أن دوركهايم كان الأكثر تأثيرا باتجاهه الإصلاحي الإنساني حيث يحدد موقفه من التربية على أنها شيء اجتماعي chose sociale.يعني أنها تضع الطفل في وضع مباشر مع مجتمع محدد، وأنها تطبيع اجتماعي Socialisation ويضيف Durkheim في تفسيره لماهية التربية فيقول : التربية هي الفعل الممارس من طرف الجيل البالغ على الأجيال التي لم تتأهل بعد للحياة الاجتماعية وهدفها أن تنمي في حالاته الفيزيائية والثقافية والذهنية التي يحتاجها هو والمجتمع السياسي في مجمله والمجال الاجتماعي الذي ينتمي إليه. والتطييع الاجتماعي الذي يتحدث عنه Durkheim هو تلك الآلية التي يتم من خلالها دمج الناشئة ضمن نسيج نمط حياة سائد في المجتمع.وفق متطلبات كل نمط وتوافقاته العلائقية والمعرفية. والتطبيع الاجتماعي عملية ثنائية الجانب :
- استيعاب الناشئة للتجربة الاجتماعية بالدخول في البيئة الاجتماعية. في نظام العلاقات الاجتماعية.
- عملية تجديد انتاج نظام العلاقات الاجتماعية من طرف الناشئة.
ويؤكد Durkheim على دور الدولة في الإاشراف على التربية باعتبارها الساهرة  على تسيير المؤسسات التربوية لخلق ذلك الانسان المطلوب والمرغوب فيه اجتماعيا. ولذا يرى Durkheim أن هدف التربية تحقيق الإنسان لا كما خلقته الطبيعة. وإنما هو الإنسان كما يريد المجتمع أن يكون ولذلك فهو يقول : في كل منا يوجد كائنان لا يمكن الفصل بينهما  إلا على نحو تجريدي، أحدهما نتاج كل الحالات الدهنية الخاصة بنا وبحياتنا الشخصية وهو مانطلق عليه الكائن الفردي، أما الكائن الآخر فهو نظام من الافكار والمشاعر والعادات التي لا تعبر عن شخصيتنا بل عن شخصية الجماعة والمجتمع الذي ننتمي إليه كالعقائد الدينية والممارسات الأخلاقية والتقاليد القومية والمشاعر الجمعية من أي نوع، وهي تشكل في مجموعها الكائن الاجتماعي الآخر. وبناء مثل هذا الكائن الاجتماعي يمثل في نهاية المطاف هذف التربية وغايتها وهناك اتجاه آخر في التربية وهو اتجاه اقتصادي في التربية ويعني الاستثمار في التربية حيث لجأت بعض المجتمعات إلى جعل التربية في خدمة الاقتصادي وهو ما أفقد التربية قيمتها الثقافية والانسانية وجعلها ماكينة لإتناج روبوات جاهزة لسوق الشغل.بعيدا كل البعد عن المعايير الاخلاقية التي تنبني عليها التربية بل يركز هذا الاتجاه فقط في تلبية حاجيات السوق.مما جعل التربية في مفترق الطرق بين اقتصاد السوق والتنشئة الاجتماعية إلا أن قصور الاتجاه الأول إن لم نقل فشله. لدوره المحافظ. وكذا احادية التأثير التي دعا إليها. وهذه الاحادية تتمثل بتوجيه عملية التطبيع الاجتماعي العلائقي من المجتمع إلى الفرد فقط. وأيضا فشل الاتجاه الثاني تربويا. أدى إلى ابراز أهمية اتجاه آخر  احتل مكانة مرموقة في تاريخ سوسيولوجيا التربية وهو الاتجاه النقدي الذي يمـثـلـه رائـــــداه J. c. Passeron و  P. Bourdieu حيث يؤكد ذلك  François Dubet بقوله : فرضت سوسيولوجيا التربية كما عرضها Bourdieu و  Passeron في كتابهما الورثة Les héritiers نفسها كأنمودج Paradigme فعلي، أنها نظرية  كلية يتحدد اتجاهها كل واحد مؤيدا كان أم معارضا لها وينبغي فعلا أن نعترف بأن جل علماء الاجتماع كانوا ولمدة طويلة مؤيدين لهذه النظرية. معتبرين أعمالهم إما كامتداد أو كتوضيح لها، كما هي معروضة في كتاب إعادة الانتاج La reproduction إنها قلب نـقـدي للمـفاهــيـم الكـلاسـيـكـيـة عـــن الــمدرسة والتربية
إنها نظرية من القوة بمكان، بحيث لم تعوض بأية نظرية آخرى في مثل صلابتها  وتماسكها ورحابتها،  وكل عالم اجتماع التربية، وهو يمر عبر هذه النظرية يستفيد منها ويقارن داته اتجاهها. إذ لاوجود بالفعل لنظرية آخرى هي في الآن نفسه، نطرية عن المدرسة، ونظرية عن الحركية الاجتماعية Mobilité sociale ، ونظرية عن المجتمع ونظرية عن الفعل، لقد انطلق الباحثان من مفاهيم ماركسية كمفهوم صراع الطبقات واعادة الانتاج والاستغلال، حيث تمت دراسة التعليم ودوره في الاقتصاد والانتقاء والتهميش للطبقات الدنيا... إلاأن  المشهود لهم هو اثارتهم لمواضيع مهمة ومعقدة ومسكوت عنها باستفادتهم من الإرث الماركسي للكشف عن أسرار الظاهرة التربوية بمختلف جوانبها. واعتمدوا حصائيات ميدانية عن علاقة المدرسة بالوضع الاجتماعي وكان كتابهم الورثة زاخرا بالاحصائيات والنتائج عن ولوج الطلبة للمعاهد والجامعات. إن أساس الارث الثقافي ينتقل بطريقة غير مكشوفة  وغير مباشرة وفي غياب أي مجهود منهجي أو أي  فعل ممارس.وهو دليل على التفاوتات المعرفية بين الطلبة المنحدرين من عائلات ميسورة وأولئك الذين ينتمون إلى طبقات مهمشة، ويضيفا، أن الاختلاف  الذي يفصل بين الطلبة في ميدان الثقافة الحرة يعود دوما إلى مواهب أو تفاوتات طبقية وبذالك يرون على أن الفوارق الاجتماعية والطبقية ترجع أساسا لعدم وجود تكافؤ فرص ولوج المدرسة، ويواكبان فيما بعد خيبات الأمل الناتجة عن ظاهرة تعميم التعليم على مختلف الشرائح الاجتماعية، ولكن لاسبيل كما يرى الباحثان من الدرسة باعتبارها الطريق الوحيد بالنسبة لابناء الطبقة المهمشة لولوج عالم المعرفة، وفي الآخير المدرسة لا يمكنها إلا أن تضمن وترسخ بقوة واقعا طبقيا.

أزلية الكون ولحظية الوجود وخيال الزمن والماضي!





مجرد وجود شيء في الحاضر، ينفي إمكانية العدم في

الماضي، وهذا باختصار يعني أزلية الكون ..

والأزلية تستوجب انتفاء الماضي، .. أي انتفاء فرضية

الزمن، فحيث إن البداية قد حدثت وهي الحقيقة التي

تتنافى مع مفهوم الأزلية الزمنية، فإن ذلك يعني حُكمًا

بأن الوجود هو فقط حاضر متحول باستمرار إلى

مستقبل، ولا وجود – لا بقاء – لشيء اسمه الماضي ..

كل هذا يعني أن الوجود هو الحاضر دائمًا وأبدًا وفقط!

بإسقاط الأزلية على الواقع، يبدو المشهد كالتالي:

على أساس أن الوجود هو البعض المتشكل من الكون،

فإن الوجود هو الأحداث التي تجري في الكون  في هذه

اللحظة – حيث لا توجد لحظة أخرى في الكون الآن، ..

أي أنه لا توجد ولا يمكن أن توجد في الآن لحظة سابقة

ولا لحظة قادمة، ولا وجود لغير ما هو موجود الآن ..

لاشيء في الكون محجوز بوصفه ماضٍ ..

لاشيء في الوجود متوقف عن التغير يُمثِّل الماضي ..

لا يوجد مخزن في الكون مخصص للمواد المستعملة ..

الوجود مصنع لإعادة تدوير المواد وإظهارها بمظهر

مختلف باستمرار!

الإنسان بوعيه وذاكرته وجد نفسه جزءًا من أحداث

لحظية، تبدو له كشريط متصل بسبب الذاكرة، بينما هي

أحداث جديدة في كل لحظة – لا يوجد غيرها لكي تكون

شريطًا-، أحداث تتعاقب – أحيانًا في شكل مواليد جديدة

بالكامل بحيث يستطيع الإنسان ملاحظتها، وأحيانًا مجرد

تغيرات لا يمكن ملاحظتها بسهولة، وهذه الأخيرة هي

التي تخلق لدى الإنسان شعورًا زائفًا بوجود شيء اسمه

الماضي – شعور باتصال وارتباط اللحظات ببعضها ما

يمنحها شكل الخط الزمني، وهو مجرد شعور لا وجود

طبيعي له!

يكفينا الإحساس بها كإثبات لوجود عملية الشبع، ولسنا

بحاجة لإثبات فلسفي وتشخيص علمي لها ..

كذلك يكفينا الشعور لدحض فكرة الوجود الزمني وإثبات

حقيقة الوجود اللحظي، ولسنا بحاجة لتشخيص علمي

وإثبات فلسفي لها، حيث يمكننا ملاحظة ذلك شعوريًا،

فنحن مهيأون للوجود اللحظي لا للوجود الزمني، بدليل

شعورنا بالملل (الشبع) كلما تشابهت أحداث اللحظات

المتعاقبة وبدت لنا كأنها حدث واحد طويل، .. أي أننا

نرفض لا إراديًا اتصال اللحظات وكأنها خط زمني ..

إذن نحن جزء طبيعي من وجود لحظي ولسنا جزءًا من

وجود زمني كالذي يُرسمه الخيال في الذاكرة أو الذي

يرسمه تشابه الأحداث المتعاقبة في الواقع الخادع!

ما يوجد في مخيلة الإنسان من مستقبل، وما في ذاكرته

من ماضٍ، ليس وجودًا حقيقيًا ..، مجرد وجود خيالي –

وجود بلا مادة ولا أحداث ..،

ما ينقضي من لحظات لا يعود لها وجود هي وأحداثها،

ويبقى الوجود ممثلاً دائمًا بأحداث لحظة الحاضر فقط!

تسجيلاتنا يمكننا دائمًا إعادة مشاهدتها في هذه اللحظة

فقط – هذه اللحظة التي تُمثِّل الحاضر دائمًا وأبدًا!

اللحظة ليست زمنًا، الزمن مجموع لحظات، لكن في

الواقع لا يمكن أن تجتمع لحظات في وقت واحد، وهذا

يعني أن الأساس والموجود بالفعل هي اللحظة وليس

مجموع اللحظات، .. أي أن الموجود الحقيقي ودائمًا هو

حدث لحظي بلا زمن!

قدرة الإنسان على تذكر لحظات مشهد سابق، وتصور

لحظات مشهد قادم، هو ما يجعل لمفهوم الزمن وجودًا

في مخيلة الإنسان، لكن لا وجود له خارجها!

كل شيء يمكن حدوثه أو إحداثه فقط في هذه اللحظة -

لا في لحظة سابقة ولا في لحظة قادمة!

أنا دائمًا هو ما أنا هو في هذه اللحظة – لا وجود الآن

لأنا في لحظة سابقة، ولن أكون "أنا الآن" في أي

لحظة قادمة!

ربما تتضح معالم هذه الصورة أكثر عند تكبيرها، بحيث

تصبح اللحظات بحجم مراحل العمر – التي لا تلتقي

ولا تُسترجع!





الميتافيزيقا















الميتافيزيقا هي فرع من فروع الفلسفة التي تبحث في المبادئ الأولية للعالم ، وحقيقة العلوم . وتنقسم اهتمامات الميتافيزيقا إلى دراسة طبيعة الوجود ، وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ، ومستويات الوجود ، وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها . كما تختص بدراسة الكون ونشأته ومكوناته . هذا بالإضافة إلى دراسة التصورات التي يتمثل بها الإنسان رؤيته للكون بما فيه الوجود ، الزمان والمكان ، قانون العلة ، الاحتمالات . وقد عرف باومجارتن ألكسندر جوتليب الميتافيزيقا في كتابه ميتافيزيقا 1957 "أنها العلم الذي يدرس الأسس الأولى أو المبادئ الأولى التي تقوم عليها المعرفة الإنسانية ، وهذه الأسس هي أسس أنطولوجية (مفهوم الوجود) وكوزمولوجية (مفهوم الكون) ونفسية ولاهوتية" .
وأشارت كلمة فلسفة لا إلى الميتافيزيقا وإنما إلى علم المنطق والأخلاق والفيزياء والتي صنفها الرواقيون على أنها مجموع العلوم الفلسفية . وقد أطلق أرسطو لفظاً مغايراً للميتافيزيقا والفلسفة معاً ألا وهو الفلسفة الأولى ومن هنا نبع السؤال : هل الفلسفة ميتافيزيقا أم أنها فلسفة أولى تقوم على دراسة الموجود بوصفه موجود كما تقوم على دراسة المنطق الأكثر ارتفاعاً أو علواً عما هو موجود. إن الميتافيزيقا تتداخل بشدة مع كل فرع من فروع البحث الفلسفي ، كما أنها تهتم بدراسة أسئلة فلسفية تتعلق بالطبيعة والبنية العامة للعالم الذي نعيش فيه ، فعندما نتناول مشكلات في فلسفة علم النفس ، أو فلسفة الرياضيات ، أو فلسفة الدين ، سرعان ما نواجه حتماً قضايا وتساؤلات ميتافيزيقية .
إن التأمل المسمى بالميتافيزيقى ليس في الحقيقة سوى أصفى شكل من الميل إلى الوحدة وسد الثغرات الموجودة في لوحة الكون والبحث عن تفسير موحد عن العالم خارج نطاق العلم وهذا ما أشار إليه الأمريكي و.جامس بقوله : "ليست الميتافيزيقا سوى مسعى بالغ التصلب والعناد للتفكير بصورة واضحة ومتماسكة . كما أنها تعني طريقة خاصة في التفكير الفلسفي لتجاوز استنتاجات العلوم في القيمة والمدى" .
ومن هنا نرى أن الميتافيزيقا مصطلح يشير إلى المعرفة الأساسية بالموجود بوصفه موجوداً في كليته ، كما أنها تبحث في الفكر والوجود والمطلق بالإضافة إلى اهتمامها بالنواحي الخارجة عن إطار الحس والمشاهدة المادية والتي لها القدرة على ترك بصماتها على الثقافة المجتمعية وخلق مفاهيم ومعتقدات تؤثر على العادات والأعراف السائدة للمجتمعات . وترتبط الميتافيزيقا بالذاكرة الجماعية للشعوب من خلال الأديان والأنظمة العقائدية . والأساطير المقدسة والوقائع التي حدثت في الماضي السحيق في زمن البدايات وغالباً ما تحكي واقعاً أو خيالاً ، وهي تفرض نفسها على معتنقيها من خلال نسق كامل من المعتقدات يتم توارثه عبر الأجيال بطريقين الأول بشكل إرادي واع نتيجة للتأثير الذي يمارسه كل جيل على أفراده بواسطة التعليم والتربية والثاني بشكل تلقائي لا إرادي ولا واع وهو ما أسماه محمد حسين دكروب الذاكرة الجماعية والتي يؤكد أنها هي الأساس الرابط للمجتمع فهي تعمل على تحديد مجمل البنى التشكيلية كأنساق ثقافية لا واعية تعطي دلالة ومعنى لما هو أسطوري أو تاريخي أو واقع في حياة الشعوب . إنها تعطي القواعد المنظمة للعلاقات الاجتماعية والثقافية بشكل معين مستمد مما تختزنه الذاكرة الجماعية من ماضيها السحيق من بنية وجودها التاريخية اللاواعية.

فروع الميتافيزيقا

قسم أرسطو الميتافيزيقا إلي ثلاثة فروع رئيسية بالإضافة إلى بعض الأجزاء الصغيرة المتعلقة بالمعجم الفلسفي ، وبعض ما استخلص من علوم الطبيعة ، والتي تعتبر الآن الفروع التقليدية للميتافيزيقا . وكانت هذه الفروع هي اللاهوت الطبيعي (مفهوم الإله) ، الكوزمولوجيا (العلوم الكونية)، الأنطولوجيا (مفهوم الوجود).

=اللاهوت الطبيعي

اللاهوت الطبيعي Nature Theology ويختص بدراسة الإله وجوده وطبيعته ، ويحتوي كذلك على العديد من الموضوعات المتضمنة لطبيعة الدين ، وتصورات نشأة الكون ، ووجود المقدس ، والأسئلة الخاصة بالخلق ، والروحانيات ، وكل ما يخص الكيان الإنساني بوجه عام .
حاول الكثير من الفلاسفة واللاهوتيين إثبات وجود الله . حيث يرجعون ذلك إلى ضرورة وجود محرك أول . أو يمكن أن نقول أن العالم في مجموعه يبدو كحادث (لا يملك في ذاته سبب وجوده) ونخلص من ذلك إلى وجود كائن كامل يكون "علة ذاته" . ويمكنه أيضاً أن نشير إلى وجود انسجام في الكون لا يمكن أن يفسر إلا بفعل خالق أو منظم عاقل للكون .
إن مفهوم الإله لا يرتبط بمفهوم كائن علوي بقدر ما يرتبط بمفهوم نظام أعلى للأشياء يتحكم بالعالم الذي نعرفه. ومن هنا يمكن القول بوجود ثلاث رؤى أساسية هي كالتالي : إما القول بعدم وجود هذا النظام أو القول بوجوده أو القول بأنه آخذٌ في التحقق والحدوث . ويسمى الموقف الأول بالإلحاد Atheism . أما الثاني فيتجلى بوجهين ، فيعتبر النظام المفترض كنظام خاص بالطبيعة (الأحادية Pantheism) أو كنظام خارج عنها. وأما الثالث فيقبل تركيبة معينة من الجواهر .
وقد اختلفت الأفكار والتصورات حول معنى الإله أو المطلق عبر العصور ، أدى ذلك إلى ظهور نظم عقائدية مختلفة ومتنوعة سادت بين أمم وحضارات العالم منذ قديم الأزل إلى الآن . تنوعت هذه النظم العقائدية ما بين الأديان والأساطير ، التي تحولت إلى عقائد آمن بها البشر وصدقوها ووثقوا فيها ثقة مطلقة وبما تحتويه من مبادئ وتعاليم . كما أخذوا منها تصوراتهم للكون ولعلة الخلق ولأسباب الوجود ولطبيعة الإله . وقد شكلت هذه التصورات تمثلهم للأشياء ، كما كانت هي الجوهر الأساسي لأفكارهم ويقينياتهم .

الكوزمولوجيا

الكوزمولوجيا Cosmology تختص بدراسة المبادئ الأولى التي اعتمدها أرسطو كأساس لكل الاستفهامات والتساؤلات حول الكون ، كما تتعامل مع العالم بصورة كلية وتدرس "الظواهر" و "الفراغ" و "الزمن" . وظهرت هذه الرؤية عبر التاريخ في الأساطير والأديان وفيما وراء العلوم الفيزيقية ، واستخدمت المناهج الفلسفية للوصول إلى تصور لطبيعة الكون من خلال دراسة بعض الأطروحات كالسببية ، الجوهر ، الأنواع والعناصر ، المادة .
يقول كارل ساجان مؤلف كتاب الكون  : "إن الكون هو كل ما هو موجود وما وجد وما سيوجد ، وأن أبسط تأمل في الكون يحرك مشاعرنا ويخفت بداخلنا الصوت ويسيطر علينا إحساس بالدوار كما لو نتذكر أشياء بعيدة أو نسقط من ارتفاع ما ، فنحن نعلم أننا نقترب من أعظم الأسرار" . يطرح مجتمع كل حضارة سؤالاً هو: من أين البداية ؟ وهو النواة التي يدور حولها محور علم الكونيات Cosmology وهو امتداد لسؤال أقدم وأهم هو عن أصل الذات Ego أو من أين أتيت ؟ وهو ما سبب الاضطراب أمام عقلية الجنس البشري منذ الأزل ، قدم مجتمع كل حضارة تفسيره عن أصل الكون وخلق العالم ، سميت هذه التفسيرات بنظريات الخلق Theories of Creation ، منها من ذهب بأن منظومة الخلق (الكون ، الأرض ، الحياة ، الإنسان) حدثت بفعل تدخل علوي ، أو بفعل خلق مباشر من العدم Ex-nihilo ، أو كما تطرح الرؤى الإغريقية إنها انبثاق لهذا النظام من فوضى Choas بينما تتفق جميع الأديان السماوية على معتقد مشترك يفيد بأن هذه المنظومة نشأت نتيجة تدخل وإبداع إلهي علوي من قبل ذات فوق طبيعية تدعى يهوه أو إلوهيم أو الرب أو الله ، والمؤمنون بهذه النظرية من معتنقي الأديان السماوية لا يجدون تعارضاً بينها وبين الحقائق العلمية ، تتباين هذه النظرية الدينية مع نظرة أخرى تفسر الأمور والظواهر في سياق العلم تدعى (تحكم الطبيعة) حيث تنظر للأمور في إطار مادي إلحادي دون أي اعتبار لوجود ديني أو روحاني ، تعد أشهر نماذج نظريات ورؤى الخلق والتكوين هي : الخلق بواسطة كائن علوي أو من خلال الانبثاق من الأرض أو بواسطة والدي العالم أو من البيضة الكونية أو من العدم أو بواسطة غواصي الأرض أو نتيجة حرب الآلهة .

الأنطولوجيا

الأنطولوجيا Ontology وتختص بدراسة طبيعة الوجود (Being) ، (Existence) أو الحقيقة بشكل عام, بالإضافة إلى تعريفات وتصنيفات لمستويات الوجود الأساسية وعلاقاتها المختلفة ، بالإضافة إلي تعريفات مثل الكينونة (Entity) ، وغيرها من التعريفات ، سواءً كانت فيزيقية أو عقلية ، وطبيعة خواصها ، وطبيعة تغيرها وقد اعتاد المفكرون تصنيفها كفرع رئيسي من فروع الفلسفة المعروفة بالميتافيزيقا.
تناقش الانطولوجيا الأسئلة الخاصة بالكينونات الموجودة , والتي يمكن أن توجد , وطرق تصنيفها بناء علي التدرج الحجمي أو التشابه والاختلاف.
الانطولوجيا هي الاستفهام عن الوجود بوصفه إلي أي حد كونه موجود أو عن الوجود بصفه عامة . كما أنها تسعي للتعرف علي الحقائق المحددة المستمدة من أشياء بعينها أو التعرف علي العلاقات المرتبطة بهذه الأشياء, وبتحديد أكثر فالانطولوجيا تختص بتحديد ما إذا كان بعض مستويات الوجود أساسية ، والسؤال عن أي عناصر هذه المستويات بوصفه موجوداً.
إن كلمة الوجود نفسهاExistence مشتقة من الكلمة اللاتينية Existere التي تعني الخروج من شيء ما بمعنى الخروج من الحالة التي يتواجد عليها الشيء ليضع نفسه حيث لم يكن من قبل . الوجود في الفلسفة هو موضوع لدراسة الميتافيزيقا وبشكل أدق الأنطولوجيا ويمكن أن يفهم الوجود أنه عكس اللاوجود . وعلى سبيل المثال أن الشخص يمكن أن يسأل لماذا يوجد شيء بدلاً من اللاشيء ؟ حيث أن الشيء يدل على الوجود بصورة غير مباشرة, وما يهم الميتافيزيقيون بشكل رئيسي ليس السؤال العلمي الخاص بكيفية عمل الكون ، ولكن كيف يتمثل الكون . ويجب علينا ألا نخلط بين مقولة الوجود العقلي والوجود المادي ، حيث أن الوجود العقلي هو الفكر الخالص أو العدم ، أما الوجود المادي فهو مقولة تدل على شيء يعتبر جزء من الكون له علاقة بجميع الأشياء الأخرى الموجودة ، وهو يشكل جزءاً من نظام أو شبكة العلاقات التي نسميها الكون ، فالوجود المادي ليس الوجود فحسب وإنما هو الوجود المدعوم بالأساس ، لأن كل موجود له أساس في موجود آخر ، فهو بدوره مدعوم بوجود ثالث . وهكذا نجد أن الوجود المادي شيء أكثر تعقيداً وعمقاً باعتباره فكرة غنية مركبة يظهر متأخراً في سير الجدل عن الوجود المجرد .
 
 
Blogger Templates